ما لا تعرفه عن نجم ايطاليا فرانشيسكو توتي

يعتبر فرانشيسكو توتي قديس مدينة روما ومعبود جماهيرها الأول يكفي أن تذكر اسمه أمام احد مشجعي الجيلاروسي حتى يبدأ في قراءة القصائد التي تمتدح هذا النجم الكبير الذي لم يعرف يوما طعما للراحة وللهدوء ولكن الأمور لا تبدو نفسها عندما يتحول الحديث عن توتي ومنتخب ايطاليا ولا سيما بعد أن أعلن أكثر اللاعبين تمثيلا للازوري في تاريخ نادي العاصمة انه لم يتخذ قراره بعد بشأن العودة للمنتخب الإيطالي أم لا بحجة انه يريد التفرغ أكثر لزوجته وعائلته وهو الأمر الذي أثار ضجة كبيرة في الشارع الإيطالي وخاصة أن توتي رفض إعلان اعتزاله الدولي تصريحات توتي أغضبت الكثيرين من عشاق الازوري الذين يتذكرون مشوار نجمهم بالقميص الأزرق والذي بدأ مع تصفيات يورو 2000 وذلك أمام المنتخب الروماني عندما نزل في الدقيقة 70 وكان حينها توتي فتى لم يتجاوز ال22 من عمره ولكن تألقه مع منتخب ايطاليا للناشئين ومن ثم للشباب منحه ثقة كبيرة وتألق توتي في النهائيات الأوروبية التي أقيمت في بلجيكا وهولندا وقاد منتخب ايطاليا إلى المباراة النهائية متخطيا عقبة المنتخبين المضيفين فسجل هدف الفوز الوحيد على بلجيكا في الدور الأول قبل أن يسجل ركلة الترجيح الأخيرة لمنتخبه أمام هولندا في الدور النصف النهائي لكن الحظ لم يحالفه في المباراة النهائية التي فازت فيها فرنسا بالهدف الذهبي ورغم ذلك تم اختياره كأفضل لاعب في البطولة وفي مونديال 2002 لم يتمكن احد من نسيان خروجه بالبطاقة الحمراء في مباراة الدور الثاني أمام كوريا الجنوبية وعلى الرغم من أن البطاقة كانت ظلم من الحكم الاكوادوري بايرون مورينو لان توتي أعيق ولم يمثل السقوط داخل منطقة الجزاء وأعلنت الفيفا بعد أن شاهدوا شريط تسجيلي للمباراة حينها أن الحالة كانت إعاقة من قبل المدافع ولا يستحق توتي البطاقة الحمراء إلا أن تكرار البطاقة الحمراء في نهائيات بطولة كبرى ثانية لم يترك لأحد حجة الدفاع عنه الذي افقد المنتخب كل شيء في يورو 2004 عندما قام بالبصق على اللاعب الدنماركي كريستيان بولسن ردا على استفزاز الأخير لتوتي فكان أن طرد توتي ومنع من اللعب ثلاث مباريات لكن توتي حافظ على مكانته وشعبيته بين الجماهير الإيطالية على الرغم من كل ما حصل بفضل الكاريزما التي امتلكها وإخلاصه لفريقه روما ولكن استعدادات قيصر روما لمشاركة زملائه في نهائيات المونديال الألماني تعرضت لنكسة بعدما أصيب بكسر في كاحله خلال إحدى مباريات الدوري في شهر شباط وهي إصابة لم يكن احد يتوقع له الشفاء منها سريعا إلا أن تصميم توتي وامتثاله للعلاج الطبي وزرع صفائح بلاتينيوم في قدمه ساعده على الانضمام إلى تشكيلة المدرب مارتشيلو ليبي ولم يظهر توتي بالمستوى المطلوب بسبب الإصابة التي لم تشفى ووجود صفائح البلاتينيوم في قدمه التي أزعجته كثيرا في كل مباراة يلعبها إلا أن تسجيله لهدف من ركلة جزاء خلال مباراة ايطاليا واستراليا في وقت عصيب يحتاج اللاعب عندها إلى أعصاب فولاذية ( الدقيقة الرابعة من الوقت البدل الضائع للمباراة) اثبت للجميع انه لاعب لا يستهان فيه وكان توتي صاحب التمريرة الحاسمة لزامبروتا أمام أوكرانيا ولعبت خبرته دورا هاما في المباراة النصف النهائية أمام ألمانيا وفي المباراة النهائية أمام فرنسا ليتوج توتي بلقب عالمي استحقه على ما قدمه لكرة القدم عقب نهاية كأس العالم أعلن فرانشيسكو انه يريد أن يأخذ إجازة من المنتخب الإيطالي لمدة عام ليتفرغ إلى عائلته والبعض رأى انه اتخذ القرار من اجل استعادة مستواه الحقيقي إلا أن تألق قيصر روما مع فريقه في الكالتشيو والبداية السيئة للازوري في التصفيات الأوروبية والخشية من تكرار سيناريو العام 1984 قلب الطاولة فوق رأس النجم الإيطالي الذي وجد نفسه مطالبا بتلبية نداء المنتخب أو إعلان الاعتزال الدولي وعلى الرغم من الرفض المتكرر لتوتي اللعب مع المنتخب الإيطالي لكونه طلب إجازة لمدة عام إلا انه من الناحية العملية لن يكون بإمكان الإتحادين الإيطالي والأوروبي من اتخاذ أي عقوبة ضده ما دام المدرب روبيرتو دونادوني لم يستدعه بشكل رسمي إلى تشكيلة المنتخب توتي أعلن أن اجتماعه مع الاتحاد الإيطالي والمدرب سيكون في شهر تموز الحالي لتدارس هذا الموضوع فلا يمكن لأي احد أن ينسى أو يتجاهل المستوى الرائع الذي قدمه قائد روما في الموسم المنصرم وتتويجه بجائزة الحذاء الذهبي كأفضل هداف في القارة الأوروبية .

Mahe

مشرفة المنتديات الرياضية